آفاق التكوين الذاتي في ولوج سوق الشغل

للتكوين الذاتي ((auto formation دور كبير في تقوية القدرات المعرفية لذا المتعلمين، الراغبين في اكتساب معلومات جديدة في مجال التخصصات العلمية و التقنية، كما تعمل على اكتساب المعلومة و ترسيخها، بالإضافة إلى الانفتاح الإيجابي على العلوم و المعارف التقنية والأدبية (...). على اعتبار ان التكوين الذاتي هو مجهود فردي يعتمد على المجهود الذهني للفرد من أجل تقوية قدراته وتحديث معلوماته (...) ، لإعمالها في حياته اليومية أو المهنية .

من العوامل التي جعلت من التكوين الذاتي ضرورة أساسية كما سبق و اشرنا، ضعف النموذج التعليمي المغربي، وهو ما أشارت إليه العديد من المؤسسات الدولية، و ضعف جودة التعليم مما يتطلب مجهود إضافي من طرف طالبي العلم والمعرفة (...) ، بالإضافة إلى احتكار المدن الكبرى عموما ، لمعظم التخصصات في مجال التكوين المهني المطلوبة في سوق الشغل مما يتطلب من طالب العلم ، حمل حقائبه صوب هذه المراكز ، أو الاعتماد على التكوين الذاتي ، الذي توفره بعض المواقع التعليمية المغربية و الأجنبية في شبكة الانترنت .

تحديث المعلومات والمعارف العلمية، يتأذى عبر الدورات التكوينية التي تعلن عنها بعض المؤسسات و المعاهد و جمعيات المجتمع المدني، وكذلك بعض الأفراد خصوصا في التخصصات التقنية و التكنولوجية. الدورات التكوينية التي ترسخ أفكار و مفاهيم جديدة ، ومعلومات تساهم حتى في التوجيه نحو المبادرة الفردية والتشغيل الذاتي ، تعطي أيضا نفسا جديدا للشباب في حب المطالعة و الإطلاع ، استطاع من خلالها العديد من الشباب إيجاد موطئ قدم في سوق الشغل ، خصوصا الدخول عالم التكنولوجيا التقنية و ميدان الهواتف الذكية ، التي تعج شبكات الأنترنت و موقع اليوتوب بالدروس و الدورات التكوينية التي تساهم في تطوير كفاءات الشباب في مجال التكنولوجيا التقنية ، و تساهم أيضا في خلق فرص شغل ضمن القطاعين المهيكل أو الغير مهيكل (...).

التكوين الذاتي مادة دسمة للاشتغال، وبرنامج ضخم ، بدأت تهتم به العديد من جمعيات المجتمع المدني حيث جعلت منه برنامج سنوي تتطلع من خلاله إلى توفير احتياجات منخرطيها ، و ترتكز أهم الدورات التي تعمل عليها بعض الجمعيات المدنية (...) ، دورات تكوينية في مجال الإعلاميات والشبكات والرسم و الغرافيك ، ودورات في مجال التنمية البشرية ، ودورات في مجال ريادة الأعمال و تدبير و خلق المقاولات ، بالإضافة إلى اللغات الحية (...).

إلا أن التكوين الذاتي تعيقه العديد من العوامل ، التي تجعل منه طموحا غير مكتمل، والذي يتجلى في غياب المرافق الضرورية التي يمكن أن تسخر لهذا الشأن مكتبات عمومية حديثة الولوجيات (...) ضعف إمكانات الشباب خصوصا العاطل في الولوج إلى خدمات الانترنت بجودة تمكنه من متابعة فيديوهات و تحميل أقراص مدمجة ، بالإضافة إلى ضعف وغياب المراكز التي تهتم بهذا الشأن ، والتي توفر دورات تكوينية عن بعد (...).

إن للتكوين الذاتي آفاق واعدة في توفير فرص شغل موسمية وقارة، وتفتح في وجه الشباب سبل جديدة للاندماج في سوق الشغل، كما يعمل على تطوير قدرات الشباب حتى الموظفين والعاملين في زيادة جودة الإنتاجية (...).